CLICK HERE FOR BLOGGER TEMPLATES AND MYSPACE LAYOUTS »


2008/11/29

فضل أيام عشر من ذي الحجة



الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده … وبعد:
فمن فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم للطاعات،
يستكثرون فيها من العمل الصالح، ويتنافسون فيها فيما يقربهم إلى ربهم، والسعيد من اغتنم تلك المواسم، ولم يجعلها تمر عليه مروراً عابراً.
ومن هذه المواسم الفاضلة عشر ذي الحجة،
وهي أيام شهد لها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا،
وحث على العمل الصالح فيها؛
بل إن لله تعالى أقسم بها، وهذا وحده يكفيها شرقاً وفضلاً،
إذ العظيم لا يقسم إلا بعظيم
وهذا يستدعي من العبد أن يجتهد فيها، ويكثر من الأعمال الصالحة،
وأن يحسن استقبالها واغتنامها.
وفي هذه الرسالة بيان لفضل عشر ذي الحجة وفضل العمل فيها،
والأعمال المستحبة فيها.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الاستفادة من هذه الأيام،

وأن يعيننا على اغتنامها على الوجه الذي يرضيه

بأي شيء نستقبل عشر ذي الحجة؟
حري بالمسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة،

ومنها عشر ذي الحجة بأمور:
1- التوبة الصادقة :
فعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة

والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله،
ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة،
يقول تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون( [النور:31].
2- العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام :


فينبغي على المسلم أن يحرص حرصاً شديداً على عمارة هذه الأيام

بالأعمال والأقوال الصالحة،
ومن عزم على شيء أعانه الله وهيأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل، ومن صدق الله صدقه الله،
قال تعالى:( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) العنكبوت

3- البعد عن المعاصي:
فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى،
فالمعاصي أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته،
وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه÷
فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق من النار
فأحذر الوقوع في المعاصي في هذه الأيام وفي غيرها؟
ومن عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل.
فاحرص أخي المسلم على اغتنام هذه الأيام،

وأحسن استقبالها قبل أن تفوتك فتندم، ولات ساعة مندم.

فضل عشر ذي الحجة
1- أن الله تعالى أقسم بها:

وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله،
إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم،
قال تعالى )والفجر، وليال العشر) .
والليالي العشر هي عشر ذي الحجة،
وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف،
وقال ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح.
2- أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره:

قال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) [الحج:28]

وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة،
منهم ابن عمر وابن عباس.

3- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها افضل أيام الدنيا:

فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(فضل أيام الدنيا أيام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب( [ رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني]

4- أن فيها يوم عرفة :
ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة
ويوم العتق من النيران،
ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً،
وقد تكلمنا عن فضل يوم عرفة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه في رسالة
(الحج عرفة).

5- أن فيها يوم النحر :
وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء،
قال صلى الله عليه وسلم (أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر)[رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني].
6- اجتماع أمهات العبادة فيها :
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره).

فضل العمل في عشر ذي الحجة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) [رواه البخاري]

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكرت له الأعمال فقال: ما من أيام العلم فيهن أفضل من هذه العشرـ قالوا: يا رسول الله، الجهاد في سبيل الله؟ فأكبره. فقال: ولا الجهاد إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل الله، ثم تكون مهجة نفسه فيه) [رواه أحمد وحسن إسناده الألباني].
فدل هذان الحديثان وغيرهما على أن كل عمل صالح يقع في أيام عشر ذي الحجة أحب إلى الله تعالى من نفسه إذا وقع في غيرها،
وإذا كان العمل فيهن أحب إلى الله فهو أفضل عنده.
ودل الحديثان أيضاً على أن العامل في هذه العشر أفضل من المجاهد في سبيل الله الذي رجع بنفسه وماله،
وأن الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة تضاعف من غير استثناء شيء منها.
من الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة
إذا تبين لك أخي المسلم فضل العمل في عشر ذي الحجة على غيره من الأيام،
وأن هذه المواسم نعمة وفضل من الله على عباده،
وفرصة عظيمة يجب اغتنامها،
إذ تبين لك كل هذا،
فحري بك أن تخص هذه العشر بمزيد عناية واهتمام،
وأن تحرص على مجاهدة نفسك بالطاعة فيها،
وأن تكثر من أوجه الخير وأنواع الطاعات،
فقد كان هذا هو حال السلف الصالح في مثل هذه المواسم،
يقول أبو ثمان النهدي: كانوا ـ أي السلف ـ يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم.
ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها ويكثر منها في هذه الأيام ما يلي:
1- أداء مناسك الحج والعمرة.

وهما افضل ما يعمل في عشر ذي الحجة،
ومن يسر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) [متفق عليه].
والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم،
الذي لم يخالطه إثم من رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق،المحفوف بالصالحات والخيرات.
2- الصيام :
وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة، بل هو من أفضلها،
وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدره،

فقال سبحانه في الحديث القدسي:
(كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) [متفق عليه].
وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه فقال: (صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده) [رواه مسلم].
وعليه فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة،
لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح فيها.
وقد ذهب إلى استحباب صيام العشر الإمام النووى
وقال: صيامها مستحب استحباباً شديداً.

3- الصلاة :
وهي من أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً،
ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة،
وعليه أن يكثر من النوافل في هذه الأيام،
فإنها من أفضل القربات،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) [رواه البخاري].

4- التكبير والتحميد والتهليل والذكر:

فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر،
فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) [رواه أحمد].
وقال البخاري كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرها.
وقال:وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون،
ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً.
وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه،
وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً.
ويستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفع صوته به،
وعليه أن يحذر من التكبير الجماعي حيث لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من السلف، والسنة أن يكبر كل واحد بمفرده.
5- الصدقة :
وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها فقال: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) [البقرة:254]، وقال صلى الله عليه وسلم (ما نقصت صدقة من مال) [رواه مسلم].
وهناك أعمال أخرى يستحب الإكثار منها في هذه الأيام بالإضافة إلى ما ذكر، نذكر منها على وجه التذكير ما يلي:
قراءة القرآن وتعلمه
ـ والاستغفار
ـ وبر الوالدين
ـ وصلة الأرحام والأقارب
ـ وإفشاء السلام وإطعام الطعام
ـ والإصلاح بين الناس
ـ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ـ وحفظ اللسان والفرج
ـ والإحسان إلى الجيران
ـ وإكرام الضيف
ـ والإنفاق في سبيل الله
ـ وإماطة الأذى عن الطريق
ـ والنفقة على الزوجة والعيال
ـ وكفالة الأيتام
ـ وزيارة المرضى
ـ وقضاء حوائج الإخوان
ـ والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
ـ وعدم إيذاء المسلمين ـ والرفق بالرعية
ـ وصلة أصدقاء الوالدين
ـ والدعاء للإخوان بظهر الغيب
ـ وأداء الأمانات والوفاء بالعهد
ـ والبر بالخالة والخالـ وإغاثة الملهوف
ـ وغض البصر عن محارم الله
ـ وإسباغ الوضوء
ـ والدعاء بين الآذان والإقامة
ـ وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة
ـ والذهاب إلى المساجد والمحافظة على صلاة الجماعة
ـ والمحافظة على السنن الراتبة
ـ والحرص على صلاة العيد في المصلى
ـ وذكر الله عقب الصلوات
ـ والحرص على الكسب الحلال
ـ وإدخال السرور على المسلمين
ـ والشفقة بالضعفاء
ـ واصطناع المعروف والدلالة على الخير
ـ وسلامة الصدر وترك الشحناء
ـ وتعليم الأولاد والبنات
ـ والتعاون مع المسلمين فيما فيه خير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

2008/11/16

حبيبتى...هل انتى مستعده لهذا اليوم؟!!!


جردوها من ملابسها بل من كل شئ
ثم شدوا وثاقها .. وحرموها حواسها ...
وشعرت بأنها موضوعة على ما يشبه الهودج ..في ارتفاعه وحركته...

سمعت صوت حبيبها وسطهم ..
ماله لا يعنفهم ....
ماله لا يمنعهم من أخذها ...

صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن ...

ونسائم فجرية باردة تلامس ثيابها البيضاء ..
ورغم أنها لا ترى الا أنها تخيلت الجو من حولها ضبابيا ...
وتخيلت الأرض التي هي فيها الآن أرضا خواء مقفرة ..

أخيرا توقفت الخطوات دفعة واحدة وأحست بأنها توضع على الأرض ..

وسمعت الى جوارها حجارة ترفع وأخرى توضع ..

ثم حملت ثانية ..
وشاع السكون من حولها ...
وأحست بالظلام ينخر عظامها ..


ومن أعلى تناهى لسمعها صوت نشيج ...
انه ابنها ..
نعم هو ...
لعله آت لانقاذها
لكن ...

ماذا تسمع انه يناديها بصوت خفيض :
أمي ..
ومن بين الدموع يتحدث زوجها اليه قائلا :


تماسك ...
انما الصبر عند الصدمة الأولى ...
ادع لها يا بني ...
هيا بنا ..

غلبته غصة ...
وألقى نظرة أخيرة على الجسد المسجى ...
فلم يتمالك نفسه أن قال بصوت يقطر ألما :
لا اله الا الله ... لا اله الا لله ... انا لله وانا اليه راجعون ..

كان هذا آخر ما سمعته منه ..
ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من أعلى ليسد الفتحة الوحيدة التي كانت مصدر الصوت والنور .......
والحياة ..
صوت الخطوات تبتعد ...

الى أين أين تتركوني كيف تتخلوا عني في هذه الوحدة وهذه الظلمه



نظرت حولها فاذا هي ترى ....... ترى
اه في هذا السرداب الأسود
ان ظلمته ليست كظلمة الليل الذي اعتادته ...

فذاك يرافقه ضوء القمر .. وشعاع النجوم ..

أما هنا فانها لا تكاد ترى يدها ...
بل انها تشعر بأنها مغمضة العينين تماما ..

تذكرت أحبتها وسمعت الخطوات قد ابتعدت تماما فسرت رعدة في أوصالها ونهضت تبغي اللحاق بهم ...

كيف يتركونها وهم يعلمون أنها تهاب الظلام والوحدة

لكن يدا ثقيلة أجلستها بعنف ..
حدقت فيما خلفها برعب هائل ...

فرأت ما لم تره من قبل ...
رأت الهول قد تجسد في صورة كائن ...
لكن كيف تراه رغم الحلكة

قالت بصوت مرتعش : من أنت
فسمعت صوتا عن يمينها يدوي مجلجلا : جئنا نسألك ...
التفت .. فاذا بكائن آخر يماثل الأول ..
صمتت في عجز ... تمنت أن تبتلعها الأرض ولا ترى هؤلاء القوم ...


لكنها تذكرت أن الأرض قد ابتلعتها فعلا ..
تمنت الموت لتهرب من هذا الواقع الذي لامفر منه ...


فحارت لأمانيها التي لم تعد صالحة ... فهي ميتة أصلا ..

- من ربك
- هاه ..
- من ربك
- ربي .. ما عبدت سوى الله طول حياتي ..
- ما دينك
- ديني الاسلام ..
- من نبيك
- نبيي .......
اعتصرت ذاكرتها ...
ما بالها نسيت اسمه ألم تكن تردده على لسانها دائما ألم تكن تصلي عليه في التشهد خمس مرات يوميا

بصوت غاضب عاد الصوت يسأل :
- من نبيك
- لحظة أرجوك ... لا أستطيع التذكر ...
ارتفعت عصا غليظة في يد الكائن ... وراحت تهوي بسرعة نحو رأسها .. فصرخت ... وتشنجت أعضاؤها ...

وفجأة أضاء اسمه في عقلها فصرخت بأعلى صوتها :

- نبيي محمد ... محمد ...
ثم أغمضت عينيها بقوة ... لكن ..
لم يحدث شيء .. سكون قاتل ..

فتحت عينيها مستغربة فقال لها الكائن الذي اسمه نكير :

أنقذتك دعوة كنت ترددينها دائما

( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )

سرت قشعريرة في بدنها .. أرادت أن تبتسم فرحة ...
لكنها لم تستطع .... ليس هذا موضع ابتسام ....
يا ربي متى تنتهي هذه اللحظات القاسية ..

بعد قليل قال لها منكر : أنت كنت تؤخرين صلاة الفجر .....

اتسعت عيناها ... عرفت أنه لا منجى لها هذه المرة ...

لأنه لم يجانب الصواب ... دفعها أمامه ...
أرادت أن تبكي فلم تجد للدموع طريقا ...
سارت أمام منكر ونكير في سرداب طويل حتى وصلت الى مكان أشبه بالمعتقلات ...
شعرت بغثيان ... وتمنت لو يغشى عليها ... لكن لم يحدث ..
فاستمرت في التفرج على المكان الرهيب ...
في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء .. عويل وثبور ...


وعظام تتكسر .. وأجساد تحرق ...

ووجوه قاسية نزعت من قلوبها الرحمة فلا تستجيب لكل هذا الرجاء ..
دفعها الملكان من خلفها فسارت وهي تحس بأن قدميها تعجزان عن حملها ... واذا بها تقترب من رجل مستلق على ظهره ...

وفوق رأسه تماما يقف ملك من أصحاب الوجوه الباردة الصلبه ..
يحمل حجرا ثقيلا ... وأمام عينيها ألقى الملك بالحجر على رأس الرجل ... فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجا ...

صرخت .. بكت .. ثم ذهلت ذهولا ألجم لسانها ..

وسرعان ما عاد الرأس الى صاحبه .. فعاد الملك الى اسقاط الصخرة عليه ...

هنا .. قيل لها :
- هيا .. استلقي الى جوار هذا الرجل ..
- ماذا
- هيا ..
دفعت في عنف .. فراحت تقاوم .. وتقاوم .. وتقاوم ..

لا فائدة ..
ان مصيرها لمظلم .. مظلم حقا ..
استلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها ..
استغاثت بربها فرأت أبواب الدعاء كلها مغلقة ..
لقد ولى عهد الاستغاثة عند الشدة ...
ألا ياليتها دعت في رخائها ..
ياليتها دعت في دنياها ..
ليتها تعود لتصلي ركعتين ..

ركعتين فقط ..
تشفع لها ..



نظرت الى الأعلى فرأت ملكا منتصبا فوقها ..

رافعا يده بصخرة عاتية يقول لها :
- هذا عذابك الى يوم القيامة ...

لأنك كنت تنامين عن فرضك ...

ولما استبد اليأس بها ...

رأت شابا كفلقة القمر يحث الخطى الى موضعها ..
ساورها شعور بالأمل ...
فوجهه يطفح بالبشر وبسمته تضيء كل شيء من حوله ..

وصل الشاب ومد يديه يمنع الملك ...
فقال له :
- ما جاء بك

- أرسلت لها ... لأحميها وأمنعك
- أهذا أمر من الله عز وجل

- نعم ..
لم تصدق عيناها ...
لقد ولى الملك ...
اختفى ..
وبقي الشاب حسن الوجه ..
هل هي في حلم
مد الشاب لها يده فنهضت .. وسألته بامتنان :
- من أنت
- أنا دعاء ابنك الصالح لك ... وصدقته عنك ..
منذ أن مت وهو لا ينفك يدعو لك حتى صور الله دعاءه في أحسن صورة
وأذن له بالاستجابة والمجيء الى هنا ..

أحست بمنكر ونكير ثانية ... فالتفتت اليهما فاذا بهما يقولان :
انظري .. هذا مقعدك من النار ... قد أبدله الله بمقعدك من الجنة ..

(( وولد صالح يدعو له ))

************ *****
عسى الله ان يمنع عنك عذاب القبر و ان يرزقك بدعوة صالحة
تنقذك من يد ملائكة العذاب

{يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك}
"اللهم أغفر للمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات "
اللهم أمين....

نسألكم صالح الدعاء

-----------------------------------------

2008/11/14

بيان مؤازرة ( قناة الحكمة الفضائية)

يقول الله سبحانه في كتابه العزيز: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214].
وهذا النصر الذي وعد الله به عباده المؤمنين ليس مقتصراً على الدنيا فحسب، كما دلّ عليه قوله تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر: 51].


إخواني الأكارم زائرينا الأفاضل ....


شكلت القنوات الاسلامية في الفترة الأخيرة ملاذا للأسر والأفراد من قنوات الفسق والفجور والغناء والمجون فأغاظ ذلك أكاسرة الطغيان ومحترفي الإتجار بالشهوات فباتوا يتصيدون لهذه القنوات الفاضلة الأخطاء ويتربصون باتصالاتها ويتابعونها حتى هللوا وطبلوا لكل هفوة بسيطة وبدؤوا مؤامرتهم باصطياد قناة الحكمة الفضائية الإسلامية.

وقد كان هذا بعض مما جاء في بيان قناة الحكمة:
"في ظروف غامضة وبدون أي إنذار كتابي أو سبب مفهوم

تم الأحد الموافق 26 شوال 1429 – 26 أكتوبر 2008
قطع بث إرسال قناة الحكمة الفضائية من قبل إدارة النايل السات



ونحن هنا من صرح طريق الإسلام نهيب بزوارنا الأكارم أن يهبوا لمعاونة صرح إعلامي متميز وذلك على عدة محاور كالتالي:
الأفراد والأسر والمشاهدين:
وذلك بمراسلة المسؤولين والمتنفذين كل بما يستطيع وابداء استنكارهم ووقوفهم مع القناة بل وإدارة الدفة عليهم بارسال احتجاج ورفض لما تبثه قنوات العهر والغناء والفجور وهذه عناوين قد تفيدكم في ذاك....

مبنى الإذاعة والتليفزيون ماسبيرو - كورنيش النيل - القاهرة 1)مكتب الوزير: 25775595تليفون: 25793410- 25748986- 25746927الفاكس : 25793062-25748781
1/ مدينة الإنتاج الإعلاميص ب: 31مدينة السادس من أكتوبرجمهورية مصر العربيةرئيس مجلس الإدارةchairman@empc.com.egTel: +(202)38555262+(202)

38555263Fax: +(202)38555261

العضو المنتدب للمشروعات وتنمية المدينة:ceo@empc.com.egceo1@empc.com.egTel:+(202)38555054+(202) 38555037Fax: +(202) 38555053


2/ رئيس قطاع للتعاون الدوليycrizkallah@empc.com.egFax: +(202)38555314Tel: +(202) 38555311Tel: +(202) 38555310mobile: +20165504546

3/ ورقم فاكس النايل سات الحالي:وهو من داخل مصر38555053 أو 38400402من خارج مصر0020238555053 أو 0020238400402


وهذه أرقام مكتب رئيس إدارة قناة الحكمة الفضائيةهاتف: 0020238351812فاكس: 0020238351822محمول: 0020114458483

القنوات الإسلامية الأخرى:

ندعوكم لأن تقفوا مع أختكم وتساندوها وتعاونها فلا تنتظروا أن يحدث لكم ما حدث لها فتقولوا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض فادعموها وحثوا مشاهديكم على نصرتها وليقم كل رئيس قناة بما يستطيع لمؤازرة إخوانه.- رجال الأعمال والمتنفذين المسلمين:نهيب بكم أن تعاونوا إخوانكم بجل ما تستطيعوه وتتذكروا قول الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم-: «من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة» [رواه الشيخان من حديث ابن عمر، كما في اللؤلؤ والمرجان].

علماءنا وشيوخنا الأفاضل الكرام:

أنتم منبر الحق والدفاع عنه فلا تخذلوا إخوانكم وارفعوا أصواتكم بمساندة الحق والتعريف به على الملأ وفي كل مجلس ودعوة مستمعيكم لمؤازرتهم....

هذا والله نسأل أن يعيد لنا قناة الحكمة منبرا دعويا إعلاميا يزيل به الغشاوة عن عيون من يشاهدونها وينهلون منها الدين الصافي السليم ويبعدهم بها عن قنوات الفسق والفجور.

نهيب بكم أن تنشروا هذا المقال في جميع المواقع والمنتديات والمنابر لعلها تلقى أذنا سامعة واعية وأيدي فاعلة وبارك الله فيكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه.
"طريق الإسلام"

2008/11/08

من عبدالله بن محمد الداوود إلى قاسم بك أمين

خلال تصفحى لموقع صيد الفوائد وجدت هذه الرساله

وأعجبنى كثيرا ما قرأته بها

فهذا تحديدا ما اردت ان اقوله دائما وتمنيت ان يعلمه المسلمين
ولسعادتى الشديده بمحتوى المقال
نشرتها بمدونتى عسى ان تعم الفائده على الجميع

وأنال ثواب نشرها
-----------------------------------------
**************************
----------------------------------
من عبدالله بن محمد الداوود إلى قاسم بك أمين - رحم الله أموات المسلمين -

أكتب لك بعد مائة سنة من رحيلك عن الحياة،

حينما رأيت وجهك على غلاف مجلة صدرت عام (1928م) ،

وتحتها مكتوب أنهم أقاموا احتفالاً بمرور عشرين عاماً على وفاتك.

لقد علمتُ من كاتبة المقال (هدى شعراوي) أنك عشت ثلاثاً وأربعين سنة -فقط-، كان هذا الرقم سبباً لكي يقشعرَّ جلدي،

لقد أهلكت شبابك حتى اللحظة الأخيرة في محاربة الحجاب،

وتزيين السفور، والدعوة للاختلاط بين النساء المسلمات،

لكن قطع الموتُ عليك الطريق،

فلم تستمتع ولم تذق من اللذات والشهوات ما يكفي،

فصرت أول من دعا لإفساد المرأة المسلمة،

وأنت أقلُ من استمتع بها،

وجاء بعدك زمان صار (الإنسان العفيف) يرى من الأجساد العارية،

ويسمع من الأصوات الماجنة، ما لم تره أنت في عصرك أو تسمعه،

وإن عدد ما استمتعت به من رؤية النساء

أقلُّ مما يراه المتعففون الآن؛ لفساد الحال،

وأبشِّرك بالذي يسوؤك في قبرك، ويخلع القلب رهبة،

أن آراءك تبعها أناس حملوا لواء الإفساد في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وجعلوا من كتبك ومن سيرتك قدوة لهم،

فأنت مثلهم الأعلى في التمرد على شرع الله -عز وجل-.

لقد شاعت الفاحشة في الذين آمنوا بسببك،

فبعد موتك بسنين انتشر الخنا، وأبيح الزنا،

وشاع الفساد، واستمتع الناس ببعضهم في الحرم ,


فهل ذقت من الشهوات ما ذاقوه؟!


بل لعلك الآن تلاقي في قبرك أوزاراً مع أوزارك،
ولا تدري من أين أتاك كل هذا؟،

ولعلك الآن تُحاسب عن لذاتٍ لم تذقها،

فغيرك ذاق واستمتع أضعاف ما ذقته،
وأنت تحاسب عن جميع ما أجرموه بسببك.

قالت عنك (هدى شعراوي) إنك رحلت للدراسة في أوروبا

بعدما أكملت من عمرك عشرين سنة،

وحين أنهيت الدراسة في بلاد النصارى،

جئت فخوراً بشهادة التخرج بين يديك،

ولكنك أيضاً جئت وبين جوانحك عزماً أكيداً على أن تصنع من بلادنا،

ومن أهلنا، ونسائنا ، نموذجاً أوروبياً،
فهل كان هذا هو أقصى أمانيك؟!

بئست الأماني وقبحها الله من أهداف!!،

ألم يؤلمك ما في أوروبا من سبِّ لله -سبحانه وتعالى-؟!؛
حيث كنت ترى الصليب منتصباً في كل مكان يهتف بأن لله ولداً،

وأنه ثالث ثلاثة؟!

تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً؛
ألم يحترق قلبك؛ لأن الملايين من الناس يسجدون لغير الله،
ويعبدون سواه بالليل والنهار؟!،
تركت هذا كله ونظرت -فقط- لواقع نسائهم واختلاطهم.
وحين زيَّنه الشيطان لك، وأعجبك جئت لتنقله إلينا؛

كما فعل عمرو بن لحيِّ الخزاعي حين أُعجب بالأصنام، ونقلها إلى مكة؟!،

وأنت صنعت مثله، فنقلت أصنام الكفر والفكر إلى بلد المسلمين.

كنتَ تستدل على قضيتك ومطالبتك بأدلة من الكتاب والسنة،

فعن أي دين كنت تتحدث؟،

وفي أي مكان تعلَّمت ذلك الدين؟!،

هل أتيتنا تحدثنا عن إسلام لا نعرفه،
وجلبته لنا من أوروبا بعدما تعلمته هناك؟!

يؤسفني أن أوروبا جاءتنا بعد موتك بست سنوات فقط عام (1914م)

معلنة علينا الحرب العالمية الأولى؛

جاءت بخيولها، ودبَّاباتها، وجيوشها،

بعد أن أرسلت أفكارها، ومفاهيمها، وتصوراتها قبل ذلك ،

معك ومع أمثالك، فمزَّقت دولتنا،

وسلبت خيراتنا، وذبَّحت أبناءنا،

وهتكت أعراضنا، وسامتنا سوء العذاب،

وهؤلاء هم الذين أعجبوك، وانبهرت بهم،

وطالبتنا أن نجعل منهم قدوةً لنا.
لقد أكمل اليهود مسيرتك في إفساد المرأة،

وتحبيب السفور والاختلاط لها، ومحاربة حجابها الشرعي؛

فالبداية المخادعة جاءت من كتبك،
والخاتمة انفضحت على أيدي أناس لعنهم الله، وغضب عليهم؛

حيث جاء سفاح منهم وهو (مصطفى كمال أتاتورك)؛

ليقتل (خلافة المصطفى صلى الله عليه وسلم)
بعد موتك بستة عشر عاماً فقط عام (1924م) ،

فأسقط الخلافة الإسلامية، وألغى الشريعة،

وأمر بخلع الحجاب، وطاف أنحاء تركيا مع زوجته سافرةً،

وهذا بالضبط ما كنت تنادي به وتتقطع حسرات على نشره،
حقاً لقد أشعرت اليهود (بنشوة الانتصار)

وسكرة الفوز، حينما أرسلوك جندياً لهم في بلادنا،
فصار إرسال أبنائنا للتعلُّم من أوروبا واقعاً ملموساً

حتى وقت رسالتي هذه إليك.
أطالع ملامحك الكردية،
وأتذكر القائد الإسلامي الكردي (صلاح الدين الأيوبي) ؛

الذي حرر فلسطين من أيدي الصليبيين،
وأنت تجرُّ المرأة المسلمة؛ لتكون أسيرةً في أيدي الصليبيين،

ويراودني سؤال لك ولكن الزمان لا يعود،
فلا أدري هل كنت مغفلاً مخدوعاً، واستعملوك لأهدافهم،
فرجعت إلينا لتقوم بأداء الدور بسذاجة؟!،
أم أنك كنت تعقل وتدرك أنك تقوم بإفساد أمةٍ
سعى إلى صلاحها النبي صلى الله عليه وسلم ،

فقدَّم روحه، وماله، ووقته، وكل ما يملك؛

من أجل أن يصلح الناس ويهتدوا،

فجئت بعده بأكثر من ألف سنة لتفسد ما أصلحه،

والله -سبحانه وتعالى- يقول: ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها...)

يا قاسم بك أمين ! كبرت مصيبتك من بعدك،

فللأسف لم تفسد مصر وحدها بسببك وأمثالك؛

بل إن إفسادك استشرى بعد موتك من حيث لم تحتسب،

فالتابعون لك والمؤيدون لفكرتك علوا في الأرض،

وأنفقوا أموالهم وجهودهم في محاربة الفضيلة والعفاف،

وساهموا في ترويج الرذيلة إلى بلاد الشام وإلى بلاد المغرب،

والعراق، والخليج، وأنحاء العالم الإسلامي،

فها أنا من بلاد الحرمين أرى بيننا ألف قاسم وقاسم.
يا قاسم بك أمين !

كان أولى لنا أن ننصب من موتك عبرةً في قلوبنا،

وفي إعلامنا، بدل الاحتفال بمرور عشرين سنة على وفاتك،

حتى تكون لحظاتك الأخيرة زاجراً لمن أراد الفساد والإفساد،

ففي ليلة الثالث والعشرين من أبريل في نادي المدارس العليا،

كنت تقوم بتقديم فتياتٍ رومانياتٍ كما يكتبه عنك أحمد لطفي السيد،

فأصابتك السكتة القلبية في ذلك النادي وعلى تلك الصفة،

فهل ستبعث يوم القيامة وأنت ممسك بأيديهنّ للتحرُّر وبغض الحجاب؟!،

والإنسان يُبعث على ما مات عليه،

ما أتعس هذه الخاتمة،

وما أظنُّ عاقلاً يشتاق لمثل هذه الميتة؛
(سكتة قلبية في حفلة رقصٍ ماجنةٍ مختلطة)

. وأعوانك يحتفلون ويمتدحون ويمجِّدون تاريخك وتمرّدك،

لكنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً،
ولن يقدِّموا لك في قبرك من الأعمال خيراً،

لقد ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.

مضى قرن من تاريخ أمة محمد صلى الله عليه وسلم بعد موتك،

مائة سنة أصاب الأمة فيها الكثير من الفجور والانحلال والخور

لم يسبق له مثيل، فنحن في قرن ضاع فيه أقصانا،

وبقي في يد اليهود أكثر من نصف قرن ونحن صامتون،

واغتصبوا أعراض بناتنا، ونسائنا، وأمهاتنا، ونحن صامتون،

واستباحوا دماءنا وذرياتنا ونحن صامتون،

ونهبوا ثرواتنا، واحتلّوا أراضينا ونحن صامتون،

فهل ترى يا قاسم بك أمين في كل هذه الأحوال

أننا فقط ينقصنا تحرير المرأة؟!،

ولماذا لم ينادِ أتباعك من العلمانيين، والشهوانيين، بتحرير القدس

ولو في سطرٍ يتيم من كتاباتهم الكثيرة،

تلك الكتابات التي قتلوا أنفسهم في الحديث عن تحرير المرأة؟!،

أم أن تحرير القدس يُغضب أسيادهم اليهود؟! بل فات عليكم جميعاً،

أن تنادوا ولو بحرف واحدٍ عن تحرير العبيد الأرقاء حقيقة،

الذين كانوا ينتشرون من حولكم في كل العالم الإسلامي آنذاك،

أليست مناداتكم بتحريرهم من (الرق والاستعباد) ،

هو من المطالب الشرعية المستحبَّة،

وخصوصاً أنه يطيب لكم أن ترتدوا مشلح التقوى،

عند حديثكم عن تحرير المرأة؟!.

لقد أصبحت أجساد المسلمات المؤمنات تتراقص عارية متمايلة

يستمتع برؤيتها الفاسق والفاجر، والمسلم والكافر؛

وأدهى من هذا فظاعة وحسرة

أن يتهافت المسلمون على رؤية المسلمات بقلوب باردة،

وتسابق مخمور بالغفلة، فلا تتحرك نفوسهم بالغيرة،

ولا يستشعرون أنها مسلمة عبث بعقلها اليهود،

وأن هذه المرأة وقعت ضحيَّة حرب مؤلمة تنهش في جسد الأمة بغير سلاح،

فهل أتباعك يا قاسم بك أيضاً في كل هذه الأحوال

يرون أننا لا ينقصنا إلا تحرير المرأة في البلاد الوحيدة التي بقيت صامدة أمام خلع الحجاب؟!.

أكلت جسدَك الأرضُ، وبقيت تحت ترابها أضعاف الزمن الذي مشيته فوقها،

فهل تطاول عليك العمر؟!

وهل -فعلاً- وجدت أن حماسك العنيف لقضية التحرير يستحق كل ما فعلته؟!

يا قاسم بك أمين !

عاشت مبادؤك وأفكارك بعدك في صراع مع الدين وأهله،

وللأسف طغى أصحابك وعلوا في الأرض؛

حتى صار (البغاء الرسمي) معلنا تدعمه بعض الحكومات في أرض الإسلام،

وابتعد الناس عن الدين والتمسك بالإسلام،

ولكن الصراع باقٍ بين الخير والشر،

فأكرم الله -سبحانه وتعالى- أناساً حين أكرمهم بالدفاع عن دينه وسنّة نبيه، فنالهم ما نالهم من الأذى،

وسيكرمهم الله بكرمه وهو أكرم الأكرمين،

وماتوا ولم تمت صحوتهم،

ومات أتباعهم أو قتلوا؛

لتحيا دعوتهم ويخرج الله -سبحانه وتعالى- النور من بين الظلمات،

فأصابت أصحابك صفعةٌ أليمةٌ في رجوع الناس إلى الدين المتأصِّل في النفوس، وعاد الحجاب الذي نذرت نفسك لحربه، وكانت روعة رجوعه من نساء تمسَّكن به، وقد عشن في بلاد الكفار؛

ليرسموا لنا قدوةً في صبرهنَّ وانتصارهن رغم كل المعوقات،

ثم كانت صفعةٌ أخرى لك ولمن تبعك؛ في توبة أنصارك من الفنانين والفنَّانات؛ ليصبحوا مشاعل للنور؛ يضيئون ما خسفته، ويدفنون ما حفرته،

ويبنون ما هدمته، ( كتب الله لأغلبنَّ أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ) .

يا قاسم بك أمين !

في الختام أقيمت مدرسة تحمل اسمك لتمجيدك، وتخليد ذكراك،

فيكون في طالباتها للمؤمنين عبرةٌ،

وابتسامة البداية للفوز والغلبة؛

حيث تروي الأخبار الموثوقة أن جميع الطالبات في مدرسة قاسم أمين الإعدادية للبنات لبسن الحجاب عام (1992م)؛

مقتنعات بفريضته، مؤمنات أن الحجاب صيانةٌ، وتكريم، وتشريع،

بل إن قلوبنا تخفق طرباً

حينما وصلت نسبة المحجبات في مصر إلى 80%،

فالحجاب هو الأصل، وليس الاستثناء؛

بل وأزيدك وأعوانك غيظاً

بأن نسبة المحجبات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة تصل إلى نحو 30%،

وهذه بداية النهاية لواحدة من معارك الإسلام مع خصومه،

والعاقبة للتقوى ".
تعليق
ماسبق منقول من كتاب صدر حديثًا بعنوان " هل يكذب التاريخ ؟ - مناقشات تاريخية وعقلية للقضايا المطروحة بشأن المرأة " ، للأستاذ الأديب : عبدالله بن محمد الداوود - حفظه الله - ، صاحب الكتاب الشهير " مُتعة الحديث " . وقد حشد - وفقه الله - مجموعة من الوثائق والصور التي توضح بدايات حركة تغريب المرأة المسلمة ، وتطورها في البلاد العربية ، ثم ناقش أهم دعاوى متبعي الشهوات في بلادنا ، تاريخيًا وعقليًا . فالكتاب جدير بالاقتناء

لا إله إلا الله
لا إلا إلا الله